الأحد، 6 أبريل 2014

قصص وتجارب من الواقع لأجدادنا الذين عاصروا مهنة الغوص على اللؤلؤ في إمارة أم القيوين


بداية حدثتنا الجدة أن الجد سيف ابراهيم  رحمه الله كان يحكي لهم قصص رحلة الغوص حيث ان الغوص يمتد لمدة أربعة أشهر في فترة الصيف فقط ، لا علم ولا خبر عنهم سواء أحياء أم أموات إلى ان يرجعوا لمنازلهم ، عشرة سيب ويقابلهم 10 غيص. وركبوا في المحمل وحملوا الطعام العيش والطحين والقوة والزاد ، وسلموا على الأهل والتحقوا بالمحمل.
قبل الذهاب يسلمهم النوخذة السيب 15 روبية والغيص 20 روبية يعطيهم للأهل ويتوكل على الله.
وتقوم الزوجة بخياطة ما يسمى الخبط : وهو عبارة عن جلد الماعز يتم خياطته ليحمى الأصبع من الأذى واليريور.
ويركب المحمل تقريباً 10 محامل ، كل محمل فيه نوخذة : ومن النواخذة : كانوا : السيد : محمد علي بن سالم ، والسيد : يوسف بوهارون ، والسيد : مايد بولحيه والسيد : خلفان بن ساحم. ويبدؤون الغوص كل غيص له سيب
البعض يأتي بالمحار الكثير والبعض بالقليل حسب المقدرة ، الساعة 6 الصبح في الماء ويظهر في المغرب. واللحف عبارة عن الحصى الكبير ويبحث تحته عن المحار ، ويتم وضع المحار ويقوم الفلاج بفتح المحار والبحث عن اللؤلؤ ويسلم للنوخذة ويقوم النوخذة بأخذ القماشة ويضعه في قطعة خلقة وقطعه بالمقص لكي لا ينفتح.
في المساء يقومون بالعشاء كل مجموعة لوحدها ويعطونهم فردتين من التمر  والماء وعيش وغسلوا المحمل وفرشو على الفنه وقاموا بوضع القرط وهو عبارة عن دواء عشبي يقومون بدهان جسمهم من الجروح التي تعرضو لها، ويقوم بغسل الفطام ويضعه بجانبه لليوم الآخر ، والغيص ينزل القوع بحصاة في رجله والديين في رقبته.
وإذا لم يتوفر الماء يذهبون إلى دلما وجانبوا المحمل وحملوا الماء
الهير وهي أماكن الغوص لها أسماء : هير بو الحنين - وهير المدورة - وهير بو البزم - وهير زركوه - وهير بوقليله كلها فيها قماش.
لما يتموا فترة ال 4 شهور وصلوا إلى دبي مباشرة وقام النوخذة مباشرة بالنزول إلى المشتري وهو السيد علي بن عبدالله العويس حيث في السابق لم يكن يباع القماش إلا على السيد العويس فقط .
كل شي بقيمته : الأنواع : اليكه – جيون – القماش – الجوهرة – والدانة والجيون وهي أغلى الأنواع ويتم وزنه والتشاور على السعر واستلموا المبلغ وعادوا أدراجهم إلى أم القيوين.
إذا يوجد متوفي لا يتم نشر البنديرة احتفالاً بالرجوع فيعرف الأهالي أنه يوجد متوفي بينهم.
وذكرت الجدة عائشة بأنها كات تقابل والدها بأن تقوم بإزالة مادة خلف الأذن والظهر عبارة عن النو وهو مثل القرح والقشرة السميكة من أثر تعب الصيد ، كما أنه يصيب جدار المحمل كذلك.
في حالة وفاة أحد الغواصة أثناء الغوص يقومون بوضع حصاة في رجله وإنزاله في البحر حيث ذكر الجد بأنه يضل يطفوا على سطح البحر بمرأى منهم إلى أن يأتي القرش فيأكله في موقف محزن جداً.
النوخذة محمد بن علي بن سالم كان يصطحب أباه الأعمى علي بن سالم في الغوص وكان دوره هام في أنه يعرفهم بالأماكن مع عماه إشارة لبصيرته ومعرفته للأماكن رغم فقده للبصر.
وذكر الجد رحمه الله أنهم عندما يتعبون من فلق المحار ويؤجلون لليوم الآخر ويجدون المحارة منفتحه وبارزة القماشة منها في اليوم الآخر.
الجد سيف بن ابراهيم رحمه الله فقد البصر لاحقاً بسبب الغوص حيث عانى من ألم في عينة لأنهم كانو يغوصون وهم فاتحين أعينهم وعانى من ألم الأذن.
ويذكر انه عندما اشتد عليه التعب وتم طلبه من قبل النوخذة اعتذر لعدم قدرته ، ورفض تدخلات الجميع لإقناه بالذهاب لعدم قدرته.
كما ذكر رحمه الله أنه كان خلال فترة الغوص يتم معاقبة من يتقاعس عن الغوص ، حيث عوقب السيد أحمد بن سعيد ، وكان يشتكي من ألم الإذن وخروج الدم منها كما أنها كان صغيراً جداً ، فعندما قال أنه لا يستطيع مواصلة الغوص ويريد أن يرجع ، تمت معاقبته بأن تم ربطه على طرف المحمل ل3 أيام متتالية نصفه معلق على طرف المحمل والنصف الآخر في الماء ، إلى أن تدخل الغواصة ليتم ايقاف العقاب.
ويذكر كذلك ان الجد سيف ابراهيم عندما سمع عنه النوخذة جمعه بن عفيرة من دبي عن شجاعته وباسلته طلبه ليلتحق بهم في محمل دبي وقد ذهب معهم وأعطوه 40 روبية حيث كان هذا المبلغ يتعدى المبلغ الذي يسصرف في أم القيوين ، حيث كان يتولى أطول فترات المكوث في الماء للبحث عن اللؤلؤة.
ويذكر كذلك أنه عندما يتم نفاذ الطعام تأتي لهم محامل ويقومون بشراء الزاد مثل لنش : السليج - ولنش محمد بن حشر
ويذكر أنه عندما يصل المحمل : يتجمع الأهالي لاستقبال المحمل ويعرفون المحمل من شكله فيعرفون صاحب المحمل وهل عائلاتهم في هذا المحمل أم في المحمل الآخر ويصيح الأطفال : هوري يا غواص فيعرفون حينئذن أن المحمل وصل بسلامة الله.

وقال الشمام وهو من شعراء أم القيوين :
يا طير يوم تنوحي... وجف بندب سلام

وقال :
الغوص غص بريجه .. لو فيه ربيات
ما ينشهى لا عاده .. تمضي فيه وفقات

وقال الشمام عندما توفى السيد : سيف :
إن مت انا يا مليح لا تنوح .. وإن مات خلك هل بصياح
قيضت أنا راجد على لوح .. وأنته على صفه من الواح
غاب الهوى من غاب سيفات .. وتويعن يا طوال العنوق
وفي وسط غبه ما من أجفان .. بعيد عنا البر والسوق  

الجد سيف ابراهيم كان له ولد مملوك : يدعى اسماعيل ارسله للغوص مع النوخذة الهامور من الشارقة ، وقد تم تدريبه قبل ذهابه وعندما أصبح غيص تم ذبح ذبيحه احتلالاً بأنه أصبح يجيد مهارات الغوص وهذه القصيدة قيلت عندما شارك اسماعيل مع النوخذة الهامور من الشارقة :
على المدورة من عالي .. شيبني الهامور
والشعري لي مليته .. قلبي جدا العنفوز
في إشارة إلى أنه يريد أن يرجع إلى أم القيوين

قال الشمام :
هل الشهر وانتو تغوصون .. والبيت خلص من القواضات
وإن كان نويتو باتشتون .. تفضلوا طرشو طلاقات

غاصة أم القيوين :
سيف بن ابراهيم – قوم أحمد بن سعيد – وعلي حليس- وقوم بن حران  وغيرهم الكثير من أهالي أم القيوين– وأغلب السيب يأتي من من عمان مثل : قوم الوالي والنقاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق